وسيم السلمية مشرف
عدد المساهمات : 65 تاريخ التسجيل : 30/01/2011 العمر : 38
| موضوع: العادات والتقاليد (2) الأحد يناير 30, 2011 6:52 am | |
| الأعياد و الاحتفالات سلمية بلد مسلم , و أعيادها أعياد المسلمين بشكل عام و هي الأضحى , و الفطر , و المولد النبوي , و رأس السنة الهجرية و لها أعياد خاصة هي عيد الإمامة (و هو تاريخ تسليم الإمام مسؤوليته الإمامة) و عيد النيروز الذي هو عيد الربيع . كما تشارك المسيحيين في أعيادهم في رأس السنة و الميلاد و الفصح و هي معنية تماما بالأعياد الوطنية و القومية. كانت سلمية كغيرها من المناطق تقيم المهرجانات الاحتفالية التي تميز يوم العيد عن غيره من الأيام و كان لكل عيد من الأعياد تقاليده الخاصة به إلى جانب عمومية البهجة و السرور فمثلا كان كعك العيد مرتبطا بعيد الفطر و الأضحية مرتبطة بعيد الأضحى فقط , و في عيد المولد تقرأ الموالد النبوية و على العموم فلقد كان للعيد حضور سعيد إذ يبدأ بعد أداء صلاة العيد في المساجد ثم يخرج الناس جماعات ليعيدوا أقاربهم , و في أيام العيد تكثر الولائم و خاصة في عيد الفطر و الأضحى حيث نادرا ما يتناول الناس الطعام في بيوتهم منفردين كبقية الأيام فالطعام مختلف عما كان سائدا و الذين يتناولونه هم جماعات لم يجتمعوا عليه إلا في المناسبات فلذلك تجد الناس كل الناس في عيدي الفطر و الأضحى إما أصحاب ولائم أو مدعوين إلى ولائم و تستمر هذه الحالة مدة ثلاثة أيام و في يوم العيد تجد الناس فرصة لتصفية النفوس و حل الخلافات مهما كانت و كثيرا ما كانت المشاكل الكبيرة لا تجد طريقا للحل إلا في أيام العيد الذي يفرض على كل الناس المحبة و التسامح و الأخوة و الصفا . كان العيد عيدا حقيقيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهو بشرى و حامل بشائر و تبدو مظاهر العيد بأشكال مختلفة فتقام (اليراجيس ) و هي تشبه اليوم (تلي ماتش) التي نشاهدها بالتلفزيون و التي تقام في بعض المدن الأوربية حيث كانت سلمية تقسم إلى حارات و يتبارى شبابها في مختلف الألعاب المعروفة في ذلك الوقت (كالمصارعة , و المشابكة , و رفع الثقال) و غيرها كما كانت تقام ميادين سباق الخيل و الفروسية . كان العيد في سلمية يوما مختلفا عن كل الأيام, و حتى عن الأعراس, و كان الناس ينتظرون قدومه ليجددوا شبابهم و لتصفوا قلوبهم. كان العيد حاضرا في كل نفس و في كل بيت و في كل شارع و حي, ترى أواني مملوءة بالبرغل المغطى بقطع اللحم, تخرج من بيوت لتدخل بيوتا أخرى. فماذا حدث اليوم لسلمية, لقد تحول العيد من مناسبة دينية لها ما لها من تميز و تفرد إلى عطلة رسمية تعطل فيها دوائر الدولة فيستغلها الموظفون لقضاء حاجاتهم و كثيرا ما تمر الأعياد دون تغير يذكر , اللهم إلا جملة تقليد تذكر بالعيد و هي (كل عام و أنتم بخير) لقد اختفت الاحتفالات و الزيارات و الولائم و انتهت الفرص لصفاء النفوس و حل الخلافات ليحل محلها عطلة رسمية يمارسها الموظفون بنقمة لا بنعمة فهي مقترنة بالطلبات الكثيرة و الناس في سلمية لا يملكون حتى القليل و لولا بعض المظاهر الطفولية لما اختلف العيد عن أي يوم سبقه أو لحق به , أما بقية الأعياد التي تخص الاسماعيليين فقط و هما عيد الإمامة و عيد النيروز فطقوسهم بسيطة تقتصر على حفل خطابي يقام في المجلس الأعلى الاسماعيلي أو في أحد المجالس المحلية , أما باقي الأعياد فلا حضور لها إذا استثنينا الأعياد الوطنية التي فقدت هي الأخرى حرارتها بعد أن قننت العواطف . | |
|